کد مطلب:90534 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:144

خطبة له علیه السلام (47)-بعد وقعة الجمل فی ذمّ أهل البصرة و















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ الَّذی لَمْ یَسْبِقْ لَهُ حَالٌ حَالاً، فَیَكُونَ أَوَّلاً قَبْلَ أَنْ یَكُونَ آخِراً، وَ یَكُونَ ظَاهِراً قَبْلَ أَنْ یَكُونَ بَاطِناً.

كُلُّ مُسَمّیً بِالْوَحْدَةِ غَیْرُهُ قَلیلٌ، وَ كُلُّ عَزیزٍ غَیْرُهُ ذَلیلٌ، وَ كُلُّ قَوِیٍّ غَیْرُهُ ضَعیفٌ، وَ كُلُّ مَالِكٍ غَیْرُهُ مَمْلُوكٌ، وَ كُلُّ عَالِمٍ غَیْرُهُ مُتَعَلِّمٌ، وَ كُلُّ قَادِرٍ غَیْرُهُ یَقْدِرُ وَ یَعْجَزُ، وَ كُلُّ سَمیعٍ غَیْرُهُ یَصَمُّ عَنْ لَطیفِ الأَصْوَاتِ، وَ یُصِمُّهُ كَبیرُهَا[1]، وَ یَذْهَبُ عَنْهُ مَا بَعُدَ مِنْهَا، وَ كُلُّ بَصیرٍ غَیْرُهُ یَعْمی عَنْ خَفِیِّ الأَلْوَانِ وَ لَطیفِ الأَجْسَامِ، وَ كُلُّ ظَاهِرٍ غَیْرُهُ غَیْرُ بَاطِنٌ، وَ كُلُّ بَاطِنٍ غَیْرُهُ غَیْرُ ظَاهِرٍ.

لَمْ یَخْلُقْ مَا خَلَقَ[2] لِتَشْدیدِ سُلْطَانٍ، وَ لا تَخَوُّفٍ مِنْ عَوَاقِبِ زَمَانٍ، وَ لا خَوْفٍ مِنْ زَوَالٍ وَ لا

[صفحه 445]

نُقْصَانٍ[3]، وَ لاَ اسْتِعَانَةٍ عَلی نِدٍّ مُثَاوِرٍ، وَ لا شَریكٍ مُكَاثِرٍ[4]، وَ لا ضِدٍّ مُنَافِرٍ، وَ لكِنْ خَلائِقُ مَرْبُوبُونَ،

وَ عِبَادٌ دَاخِرُونَ.

أَمَّا بَعْدُ، أَیُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ غَفُورٌ، رَحیمٌ، عَزیزٌ، ذُو انْتِقَامٍ، ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ،

وَ مَغْفِرَةٍ دَائِمَةٍ، وَ عَفْوٍ جَمٍّ، وَ عِقَابٍ أَلیمٍ.

قَضی أَنَّ رَحْمَتَهُ وَ مَغْفِرَتَهُ وَ عَفْوَهُ لأَهْلِ طَاعَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ، وَ قَضی أَنَّ نَقْمَتَهُ وَ سَطْوَتَهُ وَ عِقَابَهُ عَلی أَهْلِ مَعْصِیَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ[5]، وَ [ مَنِ ] ابْتَدَعَ فی دینِهِ مَا لَیْسَ مِنْهُ.

وَ بِرَحْمَتِهِ نَالَ الصَّالِحُونَ[6]، وَ بَعْدَ الْهُدی وَ الْبَیِّنَاتِ ضَلَّ الضَّالُّونَ.

یَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ وَ الْبُصَیْرَةِ،

یَا أَهْلَ السَّبْخَةِ وَ الْخُرَیْبَةِ وَ تَدْمُرَ،

یَا بَقَایَا ثَمُودَ،

یَا أَهْلَ الْمُؤْتَفِكَةِ ائْتَفَكَتْ بِأَهْلِهَا مِنَ الدَّهْرِ ثَلاثاً وَ عَلَی اللَّهِ تَمَامُ الرَّابِعَةِ،

یَا أَهْلَ الدَّاءِ الْعُضَالِ[7]،

كُنْتُمْ جُنْدَ الْمَرْأَةِ، وَ أَتْبَاعَ الْبَهیمَةِ، رَغَا فَأَجَبْتُمْ[8]، وَ عُقِرَ فَهَرَبْتُمْ[9].

أَخْلاقُكُمْ دِقَاقٌ[10]، وَ عَهْدُكُمْ شِقَاقٌ، وَ دینُكُمْ نِفَاقٌ[11]، وَ مَاؤُكُمْ زُعَاقٌ.

بِلادُكُمْ أَنْتَنُ بِلادِ اللَّهِ تُرْبَةً.

[صفحه 446]

أَرْضُكُمْ قَریبَةٌ مِنَ الْمَاءِ، بَعیدَةٌ مِنَ السَّمَاءِ[12].

بِهَا مَغیضُ كُلِّ مَاءٍ، وَ لَهَا شَرُّ أَسْمَاءٍ[13]، وَ بِهَا تِسْعَةُ أَعْشَارِ الشَّرِّ.

وَ هِیَ مَسْكَنُ الْجِنِّ[14].

خَفَّتْ عُقُولُكُمْ، وَ سَفِهَتْ حُلُومُكُمْ، شَهَرْتُمْ عَلَیْنَا سُیُوفَكُمْ، وَ سَفَكْتُمْ دِمَاءَكُمْ، وَ خَالَفْتُمْ إِمَامَكُمْ.

أَللَّهُ أَمَرَكُمْ بِجِهَادی أَمْ عَلَی اللَّهِ تَفْتَرُونَ؟.

یَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ، قَدْ نَكَثْتُمْ بَیْعَتی، وَ ظَاهَرْتُمْ عَلَیَّ ذَوِی عَدَاوَتی. فَمَا ظَنُّكُمْ الآنَ بی وَ قَدْ أَمْكَنَنِیَ اللَّهُ مِنْكُمْ وَ أَسْلَمَكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ؟.

فقام إلیه رجل منهم فقال: نظنّ خیرا یا أمیر المؤمنین، و نری أنك ظفرت و قدرت، فإن عاقبت فقد أجرمنا، و إن عفوت فالعفو أحبّ إلی رب العالمین.

فقال علیه السّلام:

قَدْ عَفَوْتُ عَنْكُمْ. فَإِیَّاكُمْ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهَا.

فَإِنَّكُمْ أَوَّلُ مَنْ نَكَثَ الْبَیْعَةَ، وَ شَقَّ عَصَا هذِهِ الأُمَّةِ، وَ شَرَعَ الْقِتَالَ وَ الشِّقَاقَ، وَ تَرَكَ الْحَقَّ وَ الاِنْصَافَ[15].

فَأَنْتُمْ غَرَضٌ لِنَابِلٍ، وَ أُكْلَةٌ لآكِلٍ، وَ فَریسَةٌ لِصَائِلٍ[16].

اَلنَّارُ لَكُمْ مُدَّخَرٌ، وَ الْعَارُ لَكُمْ مَفْخَرٌ[17].

اَلْمُقیمُ بَیْنَ أَظْهُرِكُمْ مُرْتَهَنٌ بِذَنْبِهِ، وَ الشَّاخِصُ عَنْكُمْ مُتَدَارَكٌ بِرَحْمَةٍ مِنْ رَبِّهِ[18]. وَ مَا اللَّهُ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبیدِ.

فَارْجِعُوا عَنِ الْحَوْبَةِ، وَ أَخْلِصُوا فیمَا بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ اللَّهِ بِالتَّوْبَةِ.

[صفحه 447]

یَا بَصْرَةُ، أَیُّ یَوْمٍ لَكِ لَوْ تَعْلَمینَ؟.

إِنَّ لَكِ مِنَ الْمَاءِ لَیَوْماً عَظیماً بَلاؤُهُ، وَ إِنّی لأَعْرِفُ مَوْضِعَ مُنْفَجَرِهِ مِنْ قَرْیَتِكُمْ هذِهِ.

ثُمَّ أُمُورٌ قَبْلَ ذَلِكَ تَدْهَمُكُمْ أُخْفِیَتْ عَلَیْكُمْ وَ عُلِّمْنَاهُ[19].

وَ أَیْمُ اللَّهِ، لَتَغْرَقَنَّ بَلْدَتُكُمْ هذِهِ[20] قَدْ طَبَّقَهَا الْمَاءُ حَتَّی مَا یُری مِنْهَا إِلاَّ شُرَفُ الْمَسْجِدِ[21] كَأَنَّهُ جُؤْجُؤُ سَفینَةٍ[22] فی لُجَّةِ بَحْرٍ، أَوْ نُعَامَةٍ جَاثِمَةٍ. قَدْ بَعَثَ اللَّهُ عَلَیْهَا الْعَذَابَ مِنْ فَوْقِهَا وَ مِنْ تَحْتِهَا، وَ غَرَّقَ مَنْ فی ضِمْنِهَا.

فَمَنْ خَرَجَ عِنْدَ دُنُوِّ غَرَقِهَا فَبِرَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ سَبَقَتْ لَهُ، وَ مَنْ بَقِیَ فیهَا غَیْرَ مُرَابِطٍ بِهَا فَبِذَنْبِهِ[23].

فَوَیْلٌ لَكِ، یَا بَصْرَةُ[24]، عِنْدَ ذَلِكَ مِنْ جَیْشٍ مِنْ نِقَمِ اللَّهِ لا رَهَجَ لَهُ وَ لا حَسَّ.

وَ سَیَبْتَلِی اللَّهُ[25] أَهْلَكِ بِالْمَوْتِ الأَحْمَرِ وَ الْجُوعِ الأَغْبَرِ.

وَیْلٌ لِسِكَكِكُمُ الْعَامِرَةِ، وَ دُورِكُمُ الْمُزَخْرَفَةِ، الَّتی لَهَا أَجْنِحَةٌ كَأَجْنِحَةِ النُّسُورِ، وَ خَرَاطِیمُ كَخَرَاطیمِ الْفِیَلَةِ، مِنْ أُولئِكَ الَّذینَ لا یُنْدَبُ قَتیلُهُمْ، وَ لا یُفْقَدُ غَائِبُهُمْ.

فقام إلیه الأحنف بن القیس فقال: یا أمیر المؤمنین، متی یكون ذلك؟.

فقال علیه السلام:

یَا أَبَا بَحْرٍ، إِنَّكَ لَنْ تُدْرِكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ، وَ إِنَّ بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ لَقُرُوناً. وَ لكِنْ لِیُبَلِّغَ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ عَنْكُمْ، لِكَی یُبْلِغُوا إِخْوَانَهُمْ إِذَا هُمْ رَأَوُا الْبَصْرَةَ قَدْ تَحَوَّلَتْ أَخْصَاصُهَا دُوراً، وَ آجَامُهَا قُصُوراً،

فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ، فَإِنَّهُ لا بُصَیْرَةَ[26] لَكُمْ یَوْمَئِذٍ[27].

[صفحه 448]

یَا أَحْنَفُ، كَأَنّی بِهِ وَ قَدْ سَارَ بِالْجَیْشِ الَّذی لا یَكُونُ لَهُ غُبَارٌ وَ لا لَجَبٌ، وَ لا قَعْقَعَةُ لُجُمٍ،

وَ لا حَمْحَمَةُ خَیْلٍ، یُثیرُونَ الأَرْضَ بِأَقْدَامِهِمْ كَأَنَّهَا أَقْدَامُ النَّعَامِ.

ثم التفت علیه السلام عن یمینه فقال:

كَمْ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ الأُبُلَّةِ؟.

فأجابه المنذر بن الجارود: فداك أبی و أمی، أربعة فراسخ.

فقال علیه السلام:

صَدَقْتَ. فَوَ الَّذی بَعَثَ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ أَكْرَمَهُ بِالنُّبُوَّةِ، وَ خَصَّهُ بِالرِّسَالَةِ،

وَ عَجَّلَ بِرُوحِهِ إِلَی الْجَنَّةِ، لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْهُ كَمَا تَسْمَعُونَ مِنّی، أَنْ قَالَ لی: یَا عَلِیُّ، تُفْتَحُ أَرْضٌ یُقَالُ لَهَا الْبَصْرَةُ، أَقْوَمُ الأَرَضینَ قِبْلَةً، قِبْلَتُهُمْ عَلَی الْمَقَامِ حَیْثُ یَقُومُ الإِمَامُ بِمَكَّةَ، وَ قَارِؤُهَا أَقْرَأُ النَّاسِ،

وَ عَابِدُهَا أَعْبَدُ النَّاسِ، وَ زَاهِدُهَا أَزْهَدُ النَّاسِ، وَ عَالِمُهَا أَعْلَمُ النَّاسِ، وَ مُتَصَدِّقُهَا أَكْرَمُ النَّاسِ صَدَقَةً،

وَ تَاجِرُهَا أَعْظَمُ النَّاسِ تِجَارَةً وَ أَصْدَقُهُمْ فی تِجَارَتِهِ، وَ غَنِیُّهَا أَكْثَرُ النَّاسِ بَذْلاً وَ تَوَاضُعاً، وَ شَریفُهَا أَحْسَنُ النَّاسِ خُلْقاً.

وَ هُمْ أَكْرَمُ النَّاسِ جِوَاراً، وَ أَقَلُّهُمْ تَكَلُّفاً لِمَا لا یَعْنیهِمْ، وَ أَحْرَصُهُمْ عَلَی الصَّلاةِ فی جَمَاعَةٍ.

ثَمَرُهُمْ أَكْثَرُ الثِّمَارِ، وَ أَمْوَالُهُمْ أَكْثَرُ الأَمْوَالِ، وَ صِغَارُهُمْ أَكْیَسُ الأَوْلادِ، وَ نِسَاؤُهُمْ أَقْنَعُ النَّسَاءِ وَ أَحْسَنُهُنَّ تَبَعُّلاً.

مِنْهَا إِلی قَرْیَةٍ یُقَالُ لَهَا: الأُبُلَّةُ، أَرْبَعَةُ فَرَاسِخَ.

وَ یَسْتَشْهِدُ فِی الَّتی تُسَمَّی الأُبُلَّةُ عِنْدَ مَسْجِدِ جَامِعِهَا وَ مَوْضِعُ عُشُورِهَا مِنْ أُمَّتی أَرْبَعُونَ أَلْفاً[28]. الشَّهیدُ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ كَالشَّهیدِ مَعیَ یَوْمَ بَدْرٍ.

فقال له المنذر: یا أمیر المؤمنین، و من یقتلهم، فداك أبی و أمّی؟

فقال علیه السلام:

یَقْتُلُهُمْ إِخْوَانُ الْجِنِّ. وَ هُمْ[29] قَوْمٌ[30] كَأَنَّهُمُ الشَّیَاطینُ، سُودٌ أَلْوَانُهُمْ، مُنْتِنَةٌ أَرْیَاحُهُمْ[31]،

[صفحه 449]

شَدیدٌ كَلَبُهُمْ، قَلیلٌ سَلَبُهُمْ، طُوبی لِمَنْ قَتَلَهُمْ، وَ طُوبی لِمَنْ قَتَلُوهُ[32].

كَأَنّی أَرَاهُمْ[33] قَوْماً كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ، یَلْبَسُونَ السَّرَقَ وَ الدّیبَاجَ،

وَ یَعْتَقِبُونَ الْخَیْلَ الْعِتَاقَ.

وَ یَكُونُ هُنَاكَ اسْتِحْرَارُ قَتْلٍ، حَتَّی یَمْشِیَ الْمَجْرُوحُ عَلَی الْمَقْتُولِ، وَ یَكُونَ الْمُفْلِتُ أَقَلَّ مِنَ الْمَأْسُورِ.

فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ، لا تَقُومُ لَهَا قَائِمَةٌ، وَ لا تُرَدُّ لَهَا رَایَةٌ، تَأْتیكُمْ مَزْمُومَةً مَرْحُولَةً،

یَحْفِزُهَا قَائِدُهَا، وَ یَجْهَدُهَا رَاكِبُهَا. یُجَاهِدُهُمْ فِی اللَّهِ[34] قَوْمٌ أَذِلَّةٌ عِنْدَ الْمُتَكَبِّرینَ.

أَلا بِأَبی وَ أُمّی هُمْ مِنْ عِدَّةٍ قَلیلَةٍ[35]، أَسْمَاؤُهُمْ فِی السَّمَاءِ مَعْرُوفَةٌ، وَ فِی الأَرْضِ مَجْهُولَةٌ[36].

تَبْكِی السَّمَاءُ عَلَیْهِمْ وَ سُكَّانُهَا، وَ الأَرْضُ وَ سُكَّانُهَا.

قَدْ دَنَا حینَئِذٍ ظُهُورُهُمْ. إِذَا كَثُرَتْ فیكُمُ الأَخْلاطُ، وَ اسْتَوْلَتِ الأَنْبَاطُ، دَنَا خَرَابُ الْعِرَاقِ.

وَ ذَاكَ إِذَا بُنِیَتْ مَدینَةٌ ذَاتُ أَثْلٍ وَ أَنْهَارٍ.

فَإِذَا غَلَتْ فیهَا الأَسْعَارُ، وَ شُیِّدَ فیهَا الْبُنْیَانُ، وَ حَكَمَ فیهَا الْفُسَّاقُ، وَ اشْتَدَّ الْبَلاءُ، وَ تَفَاخَرَ الْغَوْغَاءُ، دَنَا خَسْفُ الْبَیْدَاءِ، وَ طَابَ الْهَرَبُ وَ الْجَلاءُ.

وَ سَتَكُونُ قَبْلَ الْجَلاءِ أُمُورٌ یَشیبُ مِنْهَا الصَّغیرُ، وَ یَعْطَبُ الْكَبیرُ، وَ یَخْرَسُ الْفَصیحُ، وَ یُبْهَتُ اللَّبیبُ، یُعَاجَلُونَ بِالسَّیْفِ صَلْتاً، وَ قَدْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ فی غَضَارَةٍ مِنْ عَیْشِهِمْ یَمْرَحُونَ.

فَیَا لَهَا مِنْ مُصیبَةٍ حینَئِذٍ مِنَ الْبَلاءِ الْعَقیمِ، وَ الْبُكَاءِ الطَّویلِ، وَ الْوَیْلِ وَ الْعَویلِ، وَ شِدَّةِ الصَّریخِ،

وَ فَنَاءٍ مَریجٍ.

ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ وَ هُوَ كَائِنٌ.

[صفحه 450]

وَ الَّذی فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ، لَوْ أَشَاءُ لأَخْبَرْتُكُمْ بِخَرَابِ الْعَرَصَاتِ عَرْصَةً عَرْصَةً، مَتی تَخْرَبُ، وَ مَتی تَعْمُرُ بَعْدَ خَرَابِهَا إِلی یَوْمِ الْقِیَامَةِ، وَ إِنَّ عِنْدی مِنْ ذَلِكَ عِلْماً جَمّاً، وَ إِنْ تَسْأَلُونی تَجِدُونی بِهِ عَالِماً، لا أُخْطِئُ مِنْهُ عَلَماً وَ لا ذَا فَنَاءٍ.

وَ لَقَدِ اسْتُودِعْتُ عِلْمَ الْقُرُونِ الأُولی، وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

فَافْهَمْ عَنّی، یَا مُنْذِرُ، مَا نَبَّأْتُكَ بِهِ وَ لَمْ أَكْتُمْهُ عَنْ غَیْرِكَ. وَ اللَّهُ وَلِیُّ الاِحْسَانِ[37].

فسأله رجل: عن صفة الغوغاء.

فقال علیه السلام:

هُمُ الَّذینَ إِذَا اجْتَمَعُوا ضَرُّوا[38]، وَ إِذَا تَفَرَّقُوا[39] نَفَعُوا[40].

فقیل: قد عرفنا مضرّة اجتماعهم، فما منفعة افتراقهم؟.

فقال علیه السلام:

یَرْجِعُ أَصْحَابُ الْمِهَنِ إِلی مِهَنِهِمْ فَیَنْتَفِعُ النَّاسُ بِهِمْ، كَرُجُوعِ الْبَنَّاءِ إِلی بِنَائِهِ، وَ النَّسَّاجِ[41] إِلی مَنْسَجِهِ، وَ الْخَبَّازِ إِلی مَخْبَزِهِ.

فقال له بعض أَصحابه: لقد أعطیت، یا أمیر المؤمنین، علم الغیب.

فضحك علیه السلام و قال للرجل و كان كلبیاً:

یَا أَخَا كَلْبٍ، لَیْسَ هُوَ بِعِلْمِ غَیْبِ، وَ إِنَّمَا هُوَ تَعَلُّمٌ مِنْ ذی عِلْمٍ.

وَ إِنَّمَا عِلْمُ الْغَیْبِ عِلْمُ السَّاعَةِ، وَ مَا عَدَّدَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ یُنَزِّلُ الْغَیْثَ وَ یَعْلَمُ مَا فِی الأَرْحَامِ وَ مَا تَدْری نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَ مَا تَدْری نَفْسٌ بِأَیِّ أَرْضٍ تَمُوتُ[42].

[صفحه 451]

فَیَعْلَمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مَا فِی الأَرْحَامِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثی، وَ قَبیحٍ أَوْ جَمیلٍ، وَ سَخِیٍّ أَوْ بَخیلٍ،

وَ شَقِیٍّ أَوْ سَعیدٍ، وَ مَنْ یَكُونُ لِلنَّارِ حَطَباً، أَوْ فِی الْجِنَانِ لِلنَّبِیّینَ مُرَافِقاً.

فَهذَا عِلْمُ الْغَیْبِ الَّذی لا یَعْلَمُهُ أَحَدٌ إِلاَّ اللَّهُ.

وَ مَا سِوی ذَلِكَ فَعِلْمٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ نَبِیَّهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَعَلَّمَنیهِ، وَ دَعَا لی بِأَنْ یَعِیَهُ صَدْری، وَ تَضْطَمَّ عَلَیْهِ جَوَانِحی[43].

فقام إلیه رجل فقال: یا أمیر المؤمنین، أخبرنا عن الفتنة، و هل سألت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم عنها؟.

فقال علیه السلام:

نَعَمْ[44]، إِنَّهُ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی قَوْلَهُ: اَلم، أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ یُتْرَكُوا أَنْ یَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا یُفْتَنُونَ[45]. عَلِمْتُ أَنَّ الْفِتْنَةَ لا تَنْزِلُ بِنَا وَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حَیٌّ[46] بَیْنَ أَظْهُرِنَا.

فَقُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هذِهِ الْفِتْنَةُ الَّتی أَخْبَرَكَ اللَّهُ تَعَالی بِهَا؟.

فَقَالَ: یَا عَلِیُّ، إِنَّ أُمَّتی سَیُفْتَنُونَ مِنْ بَعْدی.

[ وَ ] إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَتَبَ عَلَیْكَ جِهَادَ الْمَفْتُونینَ، كَمَا كَتَبَ عَلَیَّ جِهَادَ الْمُشْرِكینَ.

فَقُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبی أَنْتَ وَ أُمّی، مَا هذِهِ الْفِتْنَةُ الَّتی كُتِبَ عَلَیَّ فیهَا الْجِهَادُ؟.

قَالَ: فِتْنَةُ قَوْمٍ یَشْهَدُونَ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَ أَنّی رَسُولُ اللَّهِ وَ هُمْ مُخَالِفُونَ لِلسُّنَّةِ.

فَقُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ، فَعَلامَ أُقَاتِلُهُمْ وَ هُمْ یَشْهَدُونَ كَمَا أَشْهَدُ؟.

قَالَ: عَلَی الإِحْدَاثِ فِی الدّینِ، وَ مُخَالَفَةِ الأَمْرِ[47].

فَقُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ، أَ وَ لَیْسَ قَدْ قُلْتَ لی یَوْمَ أُحُدٍ، حَیْثُ اسْتُشْهِدَ مَنِ اسْتُشْهِدَ مِنَ الْمُسْلِمینَ،

[صفحه 452]

وَ حیزَتْ عَنِّی الشَّهَادَةُ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَیَّ، فَوَعَدْتَنِی الشَّهَادَةَ وَ[48] قُلْتَ لی: أَبْشِرْ، یَا صِدّیقُ[49]، فَإِنَّ الشَّهَادَةَ مِنْ وَرَائِكَ؟.

فَقُلْتُ: فَاسْأَلِ اللَّهَ أَنْ یُعَجِّلَهَا لی بَیْنَ یَدَیْكَ[50].

فَقَالَ لی: فَمَنْ یُقَاتِلُ النَّاكِثینَ، وَ الْقَاسِطینَ، وَ الْمَارِقینَ؟.

أَمَا إِنّی وَعَدْتُكَ الشَّهَادَةَ وَ[51] إِنَّ ذَلِكَ لَكَذلِكَ.

وَ سَتَشْهَدُ تُضْرَبُ عَلی هذَا ( وَ أَشار إلی رأسه ) فَتُخْضَبُ هذِهِ ( و أشار إلی لحیته )[52].

فَكَیْفَ صَبْرُكَ إِذَنْ؟.

فَقُلْتُ: بِأَبی أَنْتَ وَ أُمّی[53]، یَا رَسُولَ اللَّهِ، لَیْسَ هذَا مِنْ مَوَاطِنِ الصَّبْرِ، وَ لكِنْ مِنْ مَوَاطِنِ الْبُشْری وَ الشُّكْرِ.

فَقَالَ: یَا عَلِیُّ، أَعِدَّ نَفْسَكَ لِلْخُصُومَةِ فَإِنَّكَ بَاقٍ بَعْدی، وَ مُبْتَلیً بِأُمَّتی، وَ مُخَاصِمُ بَیْنَ یَدَی اللَّهِ تَعَالی.

فَقُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ بَیَّنْتَ لی قَلیلاً.

فَقَالَ: یَا عَلِیُّ[54]، إِنَّ الْقَوْمَ سَیُفْتَنُونَ بَعْدی، وَ یَفْتَخِرُونَ بِأَحْسَابِهِمْ وَ[55] أَمْوَالِهِمْ، وَ یُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ[56]، وَ یَمُنُّونَ بِدینِهِمْ عَلی رَبِّهِمْ.

وَ یَتَمَنَّوْنَ رَحْمَتَهُ، وَ یَأْمَنُونَ سَطْوَتَهُ، فَیُأَوِّلُونَ الْقُرْآنَ، وَ یَعْمَلُونَ بِالرَّأْیِ، وَ یُحَرِّفُونَ الْكِتَابَ عَنْ مَوَاضِعِهِ[57]، وَ یَسْتَحِلُّونَ حَرَامَهُ بِالشُّبُهَاتِ الْكَاذِبَةِ وَ الأَهْوَاءِ السَّاهِیَةِ، فَیَسْتَحِلُّونَ الْخَمْرَ

[صفحه 453]

بِالنَّبیذِ، وَ السُّحْتَ بِالْهَدِیَّةِ، وَ الرِّبَا بِالْبَیْعِ، وَ یَمْنَعُونَ الزَّكَاةَ وَ یَطْلُبُونَ الْبِرَّ، وَ یَتَّخِذُونَ فیمَا بَیْنَ ذَلِكَ أَشْیَاءَ مِنَ الْفِسْقِ لاَ یُوصَفُ صِفَتُهَا.

وَ تَغْلِبُ كَلِمَةُ الضُّلاَّلِ، وَیَلی أَمْرَهُمُ السُّفَهَاءُ، وَ یَكْثُرُ تَتَبُّعُهُمْ عَلَی الْجَوَرِ وَ الْخَطَأِ، فَیَصیرُ الْحَقُّ عِنْدَهُمْ بَاطِلاً، وَ الْبَاطِلُ حَقّاً، فَیَتَعَاوَنُونَ عَلَیْهِ، وَ یَعیبُونَ الْعُلَمَاءَ وَ یَتَّخِذُونَهُمْ سُخْرِیّاً.

فَكُنْ حِلْسَ بَیْتِكَ حَتَّی تَقَلَّدَهَا. فَإِذَا قُلِّدْتَهَا جَاشَتْ عَلَیْكَ الصُّدُورُ، وَ قُلِّبَتْ لَكَ الأُمُورُ، فَقَاتِلْ حینَئِذٍ عَلی تَأْویلِ الْقُرْآنِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلی تَنْزیلِهِ، فَلَیْسَتْ حَالُهُمُ الثَّانِیَةُ دُونَ حَالِهِمُ الأُولی[58].

فَقُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ، فَبِأَیِّ الْمَنَازِلِ أُنْزِلُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ، أَبِمَنْزِلَةِ رِدَّةٍ، أَمْ بِمَنْزِلَةِ فِتْنَةٍ؟.

فَقَالَ: بِمَنْزِلَةِ فِتْنَةٍ، یَعْمَهُونَ فیهَا إِلی أَنْ یُدْرِكَهُمُ الْعَدْلُ، إِلاَّ أَنْ یَدَعُوا الصَّلاَةَ، وَ یَسْتَحِلُّوا الْحَرَامَ فی حَرَمِ اللَّهِ. فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَهُوَ كَافِرٌ.

فَقُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ، أَیُدْرِكُهُمُ الْعَدْلُ مِنَّا أَمْ مِنْ غَیْرِنَا؟.

قَالَ: بَلْ مِنَّا أَهُلَ الْبَیْتِ،

یَا عَلِیُّ، بِنَا فَتَحَ اللَّهُ الإِسْلاَمَ، وَ بِنَا یَخْتِمُ اللَّهُ[59].

بِنِا أَهْلَكَ اللَّهُ الأَوْثَانَ وَ مَنْ یَعْبُدُهَا، وَ بِنَا یَقْصِمُ كُلَّ جَبَّارٍ وَ كُلَّ مُنَافِقٍ. حَتَّی إِنَّا لَنَقْتُلُ فِی الْحَقِّ مِثْلَ مَنْ قُتِلَ فِی الْبَاطِلِ.

وَ بِنَا أَلَّفَ اللَّهُ بَیْنَ الْقُلُوبِ بَعْدَ عَدَاوَةِ الشِّرْكِ، وَ بِنَا یُؤَلِّفُ اللَّهُ بَیْنَ الْقُلُوبِ فِی الدّینِ بَعْدَ عَدَاوَةِ الْفِتْنَةِ، وَ بِنَا یُسْتَنْقَذُونَ مِنْ ضَلاَلَةِ الْفِتْنَةِ كَمَا اسْتُنْقِذُوا مِنْ ضَلاَلَةِ الشِّرْكِ.

یَا عَلِیُّ، إِنَّمَا مَثَلُ هذِهِ الأُمَّةِ مَثَلُ حَدیقَةٍ أَطْعَمَ مِنْهَا فَوْجٌ عَاماً، ثُمَّ فَوْجٌ عَاماً، ثُمَّ فَوْجٌ عَاماً،

فَلَعَلَّ آخِرَهَا فَوْجاً أَنْ یَكُونَ أَثْبَتَهَا أَصْلاً، وَ أَحْسَنَهَا فَرْعاً، وَ أَمَدَّهَا ظِلاً، وَ أَحْلاهَا جَناً، وَ أَكْثَرَهَا خَیْراً، وَ أَوْسَعَهَا عَدْلاً، وَ أَطْوَلَهَا مُلْكاً.

یَا عَلِیُّ، إِنَّمَا مَثَلُ هذِهِ الأُمَّةِ كَمَثَلِ الْغَیْثِ، لا یُدْری أَوَّلُهُ خَیْرٌ أَمْ آخِرُهُ. وَ بَیْنَ ذَلِكَ نَهْجٌ أَعْوَجُ لَسْتُ مِنْهُ وَ لَیْسَ مِنّی

[صفحه 454]

فَقُلْتُ: الْحَمْدُ للَّهِ عَلی مَا وَهَبَ لَنَا مِنْ فَضْلِهِ.

فقال له رجل:

یا علی، ما السبب الذی دعا عائشة إلی المظاهرة علیك، حتی بلغت من خلافك و شقاقك ما بلغت، و هی امرأة من النساء، لم یكتب علیها القتال، و لا فرض علیها الجهاد، و لا رخّص لها بالخروج من بیتها، و لا التبرّج بین الرجال؟.

فقال علیه السلام:

سَأَذْكُرُ لَكَ أَشْیَاءَ حَقَدَتْهَا عَلَیَّ، وَ لَیْسَ لی فی وَاحِدٍ مِنْهَا ذَنْبٌ إِلَیْهَا، وَ لكِنَّهَا تَجَرَّمَتْ عَلَیَّ:

أَحَدُهَا تَفْضیلُ رَسُولِ اللَّهِ لی عَلی أَبیهَا، وَ تَقْدیمُهُ إِیَّایَ فی مَوَاطِنِ الْخَیْرِ عَلَیْهِ. فَكَانَتْ تَضْطَغِنُ ذَلِكَ، وَ یَصْعُبُ عَلَیْهَا، وَ [ هِیَ ] تَعْرِفُهُ مِنْهُ، وَ تَتَّبِعُ رَأْیَهُ فیهِ.

وَ ثَانیهَا: لَمَّا آخی رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بَیْنَ أَصْحَابِهِ، آخی بَیْنَ أَبیهَا وَ عُمَرَ ابْنَ الْخَطَّابِ، وَ اخْتَصَّنی بِأُخُوَّتِهِ، فَغَلُظَ ذَلِكَ عَلَیْهَا وَ حَسَدَتْنی لِسَعْدی مِنْهُ.

وَ ثَالِثُهَا: إِنَّهُ لَمَّا أَوْصی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ بِسَدِّ أَبْوَابٍ كَانَتْ فِی الْمَسْجِدِ لِجَمیعِ أَصْحَابِهِ إِلاَّ بَابی، فَلَمَّا سَدَّ بَابَ أَبیهَا وَ صَاحِبَهُ، وَ تَرَكَ بَابِیَ مَفْتُوحاً فِی الْمَسْجِدِ، تَكَلَّمَ فی ذَلِكَ بَعْضُ أَهْلِهِ.

فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: مَا أَنَا سَدَدْتُ أَبْوَابَكُمْ وَ فَتَحْتُ بَابَ عَلِیٍّ، بَلِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ سَدَّ أَبْوَابَكُمْ وَ فَتَحَ بَابَهُ.

فَغَضِبَ لِذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَ عَظُمَ عَلَیْهِ، وَ تَكَلَّمَ فی أَهْلِهِ بِشَیْ ءٍ سَمِعَتْهُ مِنْهُ ابْنَتُهُ، فَاضْطَغَنَتْهُ عَلَیَّ.

وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَعْطی أَبَاهَا الرَّایَةَ یَوْمَ خَیْبَرَ، وَ أَمَرَهُ أَنْ لا یَرْجِعَ حَتَّی یَفْتَحَ أَوْ یُقْتَلَ. فَلَمْ یَلْبَثْ لِذَلِكَ وَ انْهَزَمَ.

فَأَعْطَاهَا فِی الْغَدِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَ أَمَرَهُ بِمِثْلِ مَا أَمَرَ صَاحِبَهُ. فَانْهَزَمَ وَ لَمْ یَلْبَثْ.

فَسَاءَ رَسُولَ اللَّهِ ذَلِكَ، وَ قَالَ لَهُمْ ظَاهِراً مُعْلِناً: « لأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ غَداً رَجُلاً یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ،

وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ، كَرَّاراً غَیْرَ فَرَّارٍ، لا یَرْجِعُ حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ عَلی یَدِهِ ».

فَأَعْطَانِیَ الرَّایَةَ. فَصَبَرْتُ حَتَّی فَتَحَ اللَّهُ عَلی یَدَیَّ.

فَغَمَّ ذَلِكَ أَبَاهَا وَ أَحْزَنَهُ، فَاضْطَغَنَهُ عَلَیَّ، وَ مَالی إِلَیْهِ ذَنْبٌ فی ذَلِكَ، فَحَقَدَتْ لِحِقْدِ أَبیهَا.

وَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَبَاهَا لِیُؤَدِّیَ سُورَةَ بَرَاءَةَ، وَ أَمَرَهُ أَنْ یَنْبِذَ الْعَهْدَ لِلْمُشْرِكینَ. فَمَضی حَتَّی الْجُرُفِ. فَأَوْحَی اللَّهُ إِلی نَبِیِّهِ أَنْ یَرُدَّهُ وَ یَأْخُذَ مِنْهُ الآیَاتِ فَیُسَلِّمَهَا إِلَیَّ.

[صفحه 455]

فَعَرَفَ أَبَاهَا بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

وَ كَانَ فیمَا أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ: أَنَّهُ لا یُؤَدّی عَنْكَ إِلاَّ رَجُلٌ مِنْكَ. وَ كُنْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ،

وَ كَانَ مِنّی.

فَاضْطَغَنَ لِذَلِكَ عَلَیَّ أَیْضاً، وَ اتَّبَعَتْهُ عَائِشَةُ فی رَأْیِهِ.

وَ كَانَتْ عَائِشَةُ تَمْقُتُ خَدیجَةَ بِنْتِ خُوَیْلِدٍ، وَ تَشْنَؤُهَا شَنَآنَ الضَّرَائِرِ، وَ كَانَتْ تَعْرِفُ مَكَانَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فَیَثْقُلُ ذَلِكَ عَلَیْهَا.

وَ تَعَدَّی مَقْتُهَا إِلَی ابْنَتِهَا فَاطِمَةَ، فَتَمْقُتُنی وَ تَمْقُتُ فَاطِمَةَ وَ خَدیجَةَ. وَ هذَا مَعْرُوفٌ فِی الضَّرَائِرِ.

وَ لَقَدْ دَخَلْتُ عَلی رَسُولِ اللَّهِ ذَاتَ یَوْمٍ وَ عِنْدَهُ أَنَاسٌ قَبْلَ أَنْ یُضْرَبَ الْحِجَابُ عَلی أَزْوَاجِهِ، وَ كَانَتْ عَائِشَةُ بِقُرْبٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، فَلَمَّا رَآنی رَحَّبَ بی، وَ قَالَ: ادْنُ مِنّی، یَا عَلِیُّ.

وَ لَمْ یَزَلْ یُدْنینی حَتی أَجْلَسَنی بَیْنَهُ وَ بَیْنَهَا[60].

فَغَلُظَ ذَلِكَ عَلَیْهَا. فَأَقْبَلَتْ إِلَیَّ وَ قَالَتْ، بِسُوءِ رَأْیِ النِّسَاءِ، وَ تَسَرُّعِهِنَّ إِلَی الْخِطَابِ: مَا وَجَدْتَ لإِسْتِكَ، یَا عَلِیُّ، مَوْضِعاً غَیْرَ مَوْضِعی هذَا؟.

فَزَبَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ قَالَ لَهَا: « أَ لِعَلِیٍّ تَقُولینَ هذَا؟[61]. إِنَّهُ، وَ اللَّهِ، أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بی وَ صَدَّقَنی، وَ أَوَّلُ الْخَلْقِ وُرُوداً عَلَیَّ الْحَوْضَ، وَ هُوَ آخِرُ النَّاسِ بی عَهْداً. لا یُبْغِضُهُ أَحَدٌ إِلاَّ أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلی مِنْخَرِهِ فِی النَّارِ ».

فَازْدَادَتْ بِذَلِكَ غَیْظاً عَلَیَّ.

وَ لَمَّا رُمِیَتْ بِمَا رُمِیَتْ، إِشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَی النَّبِیِّ، فَاسْتَشَارَنی فی أَمْرِهَا. فَقُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ، سَلْ جَارِیَتَهَا بَریرَة، وَ اسْتَبْرِئِ الْحَالَ مِنْهَا، فَإِنْ وَجَدْتَ عَلَیْهَا شَیْئاً فَخَلِّ سَبیلَهَا، فَالنِّسَاءُ كَثیرَةٌ.

فَأَمَرَنی أَنْ أَتَوَلَّی مَسْأَلَةَ بَریرَةَ، وَ أَنْ أَسْتَبْرِئَ الْحَالَ مِنْهَا. فَفَعَلْتُ ذَلِكَ. فَحَقَدَتْ عَلَیَّ.

وَ اللَّهِ مَا أَرَدْتُهَا بِسُوءٍ، لكِنّی نَصَحْتُ للَّهِ وَ لِرَسُولِهِ.

وَ أَمْثَالُ مَا ذَكَرْتُ كَثیرَةٌ.

فَإِنْ شِئْتُمْ فَاسْأَلُوهَا: مَا الَّذی نَقَمَتْ عَلَیَّ حَتَّی خَرَجَتْ مَعَ النَّاكِثینَ لِبَیْعَتی، وَ سَفَكَتْ دِمَاءَ شیعَتی، وَ تَظَاهَرَتْ بَیْنَ الْمُسْلِمینَ بِعَدَاوَتی. هَلْ حَمَلَهَا عَلی ذَلِكَ شَیْ ءٌ إِلاَّ الْبَغْیُ وَ الشِّقَاقُ، وَ الْمَقْتُ

[صفحه 456]

لی بِغَیْرِ سَبَبٍ یُوجِبُ ذَلِكَ فِی الدّینِ؟. وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.

ثم قال علیه السلام:

یَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ یَجْعَلْ لأَحَدٍ مِنْ أَمْصَارِ الْمُسْلِمینَ خِطَّةَ شَرَفٍ وَ لا كَرَمٍ إِلاَّ وَ قَدْ جَعَلَ فیكُمْ أَفْضَلَ ذَلِكَ، وَ زَادَكُمْ مِنْ فَضْلِهِ بِمَنِّهِ مَا لَیْسَ لَهُمْ. سَخَّرَ لَكُمُ الْمَاءَ یَغْدُو عَلَیْكُمْ وَ یَرُوحُ صَلاحاً لِمَعَاشِكُمْ، وَ الْبَحْرَ سَبَباً لِكَثْرَةِ أَمْوَالِكُمْ.

فَلَوْ صَبَرْتُمْ وَ اسْتَقَمْتُمْ لَكَانَتْ شَجَرَةُ طُوبی لَكُمْ مَقیلاً وَ ظِلاً ظَلیلاً.

غَیْرَ أَنَّ حُكْمَ اللَّهِ فیكُمْ مَاضٍ، وَ قَضَاؤُهُ نَافِذٌ، لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، وَ هُوَ سَریعُ الْحِسَابِ.

یَقُولُ اللَّهُ: وَ إِنْ مِنْ قَرْیَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ یَوْمِ الْقِیَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدیداً كَانَ ذَلِكَ فِی الْكِتَابِ مَسْطُوراً[62].

وَ أُقْسِمُ لَكُمْ، یَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ، مَا الَّذی ابْتَدَأْتُكُمْ بِهِ مِنَ التَّوْبیخِ إِلاَّ تَذْكیراً وَ مَوْعِظَةً لِمَا بَعْدُ،

لِكَیْلا تُسْرِعُوا إِلَی الْوُثُوبِ فی مِثْلِ الَّذی وَثَبْتُمْ.

وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالی لِنَبِیِّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْری تَنْفَعُ الْمُؤْمِنینَ[63].

وَ لاَ الَّذی ذَكَرْتُ فیكُمْ مِنَ الْمَدْحِ وَ التَّطْرِیَةِ بَعْدَ التَّذْكیرِ وَ الْمَوْعِظَةِ رَهْبَةً مِنّی لَكُمْ، وَ لا رَغْبَةً فی شَیْ ءٍ مِمَّا قِبَلَكُمْ، فَإِنّی لا أُریدُ الْمُقَامَ بَیْنَ أَظْهُرِكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

فَحَتَّی مَتی یَلْحَقُ بِیَ اللَّوَاحِقُ؟.

لَقَدْ عَلِمْتُ مَا فَوْقَ الْفِرْدَوْسِ الأَعْلی، وَ مَا تَحْتَ السَّابِعَةِ السُفْلی، وَ مَا فِی السَّموَاتِ الْعُلی، وَ مَا بَیْنَهُمَا وَ مَا تَحْتَ الثَّری. كُلُّ ذَلِكَ عَلْمُ إِحَاطَةٍ لاَ عِلْمُ إِخْبَارٍ.

ثم قال علیه السلام:

اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْكَریمِ فِی الْحَسَبِ، الرَّفیعِ فِی النَّسَبِ، سَلیلِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَ سَیِّدِ الْعَجَمِ وَ الْعَرَبِ، وَ سَلِّمْ تَسْلیماً كَثیراً.

ثم نزل علیه السلام عن المنبر و أمر أصحابه بالرحیل إلی الكوفة[64]

[صفحه 457]


صفحه 445، 446، 447، 448، 449، 450، 451، 452، 453، 454، 455، 456، 457.








    1. كثیرها. ورد فی هامش نسخة الآملی ص 44.
    2. خلقه. ورد فی نسخة العام 400 ص 60. و نسخة ابن المؤدب ص 42. و نسخة الآملی ص 44. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 62. و نسخة الأسترابادی ص 60. و نسخة عبده ص 165. و نسخة الصالح ص 95. و نسخة العطاردی ص 63.
    3. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 151.
    4. مكابر. ورد فی نسخة العطاردی ص 63. عن نسخة عبده.
    5. جعل عفوه و مغفرته لأهل طاعته، و جعل عذابه و عقابه لمن عصاه. ورد فی
    6. اهتدی المهتدون. ورد فی الإرشاد للمفید ص 137.
    7. ورد فی مروج الذهب ج 2 ص 377. و نثر الدرّ ج 1 ص 315. و شرح ابن میثم ج 1 ص 289. و الاحتجاج ج 1 ص 171. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 415. و منهاج البراعة ج 17 ص 87 و 88. و نهج السعادة ج 1 ص 337 و 339. و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 349. و نهج البلاغة الثانی ص 146. باختلاف بین المصادر.
    8. فاتّبعتم. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 1 ص 340.
    9. فانهزمتم. ورد فی المصدر السابق. و شرح نهج البلاغة لابن میثم ج 1 ص 289. و منهاج البراعة للخوئی ج 17 ص 87.
    10. رقاق. ورد فی مروج الذهب للمسعودی ج 2 ص 377.
    11. و أنتم فسقة مرّاق. ورد فی منهاج البراعة للخوئی ج 17 ص 87.
    12. أقربها من الماء، و أبعدها من السّماء. ورد فی نسخ النهج بروایة ثانیة.
    13. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 1 ص 428.
    14. ورد فی المصدر السابق ص 337.
    15. ورد فی المصدر السابق. و أنساب الأشراف ج 2 ص 264. و أمالی الطوسی ص 78. و منهاج البراعة ج 17 ص 87 و 88. باختلاف بین المصادر.
    16. لصائد. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 13. و نسخة الآملی ص 16. و ورد لظافر فی منهاج البراعة للخوئی ج 17 ص 87.
    17. ورد فی المصدر السابق.
    18. المحتبس فیها بذنبه، و الخارج بعفو من اللّه. ورد فی نسخ النهج بروایة ثانیة.
    19. ورد فی أمالی الطوسی ص 711. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 312. و منهاج البراعة ج 17 ص 87 و 88. و نهج السعادة ج 1 ص 336. باختلاف بین المصادر.
    20. كأنّی أنظر إلی قریتكم. ورد فی نسخ النهج بروایة ثانیة.
    21. حتّی كأنّی أنظر إلی مسجدها. ورد فی نسخ النهج بروایة ثانیة.
    22. طیر. ورد فی نسخ النهج.
    23. ورد فی
    24. یا بصیرة. ورد فی هامش نسخة ابن المؤدب ص 81.
    25. سیبتلی. ورد فی المصدر السابق. و نسخة العام 400 ص 112. ون الآملی ص 78. ون عبده ص 247. ون الصالح ص 148.
    26. بصرة. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 415. و مصادر نهج البلاغة للخطیب ج 1 ص 346.
    27. ورد فی المصدرین السابقین. و نهج السعادة للمحمودی ج 1 ص 147.
    28. سبعون ألفا. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 416. و نهج البلاغة الثانی للحائری ص 147.
    29. ورد فی المصدرین السابقین. و نج السعادة ج 1 ص 340. و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 346. باختلاف بین المصادر.
    30. جیل. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 416.
    31. ورد فی المصدر السابق.
    32. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 416.
    33. أنظر إلیهم. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 108.
    34. ینفر لجهادهم فی ذلك الزّمان. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 416.
    35. ورد فی
    36. فی الأرض مجهولون، و فی السّماء معروفون. ورد فی نسخ النهج بروایة ثانیة.
    37. ورد فی الفتوح ج 2 ص 488. و شرح ابن أبی الحدید ج 6 ص 134. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 416. و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 346 عن شرح ابن میثم و ج 2 ص 479 عن صفین للمدائنی. باختلاف بین المصادر.
    38. غلبوا. ورد فی نسخ النهج بروایة ثانیة.
    39. افترقوا. ورد فی المستطرف للأبشیهی ج 1 ص 156.
    40. لم یعرفوا. ورد فی نسخ النهج بروایة ثانیة.
    41. الحائك. ورد فی الاختصاص للمفید ص 113.
    42. لقمان، 34.
    43. جوارحی. ورد فی
    44. ورد فی كنز العمال للهندی ج 16 ص 193. و نهج السعادة للمحمودی ج 1 ص 396.
    45. العنكبوت، 2.
    46. ورد فی كنز العمال ج 16 ص 193. و نهج السعادة ج 1 ص 396. و مصباح البلاغة ج 1 ص 23 عن منتخب كنز العمال.
    47. ورد فی أمالی الطوسی ص 64. و شرح ابن میثم ج 3 ص 265. و مناقب آل أبی طالب ج 3 ص 252. و كفایة الطالب ص 169.

      و كنز العمال ج 16 ص 193. و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 359. باختلاف بین المصادر.

    48. ورد فی شرح نهج البلاغة لابن میثم ج 3 ص 265. و مصادر نهج البلاغة للخطیب ج 2 ص 359.
    49. ورد فی المصدرین السابقین. و كنز العمال ج 16 ص 193. و نهج السعادة ج 1 ص 396. و مصباح البلاغة ج 1 ص 23 عن منتخب كنز العمال.
    50. ورد فی شرح نهج البلاغة لابن میثم ج 3 ص 265. و مصادر نهج البلاغة للخطیب ج 2 ص 359.
    51. ورد فی المصدرین السابقین.
    52. ورد فی مصباح البلاغة ج 1 ص 23 عن منتخب كنز العمال. باختلاف یسیر.
    53. ورد فی المصدر السابق. و كنز العمال للهندی ج 16 ص 193. و نهج السعادة للمحمودی ج 1 ص 396. باختلاف یسیر.
    54. ورد فی المصادر السابقة. و شرح ابن میثم ج 3 ص 265. و مناقب آل أبی طالب ج 3 ص 236. باختلاف.
    55. ورد فی كنز العمال ج 16 ص 193. و نهج السعادة ج 1 ص 396. و مصباح البلاغة ج 1 ص 25 عن منتخب كنز العمال.
    56. ورد فی المصادر السابقة.
    57. ورد فی شرح نهج البلاغة لابن میثم ج 3 ص 265. و مصادر نهج البلاغة للخطیب ج 2 ص 359. باختلاف یسیر.
    58. ورد فی شرح ابن میثم ج 3 ص 265. و كنز العمال ج 16 ص 195. و نهج السعادة ج 1 ص 401. و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 259. و مصباح البلاغة ج 1 ص 25 عن منتخب كنز العمال. باختلاف یسیر.
    59. بنا یختم الدّین كما بنا فتح. ورد فی الملاحم و الفتن لابن طاووس ص 85. و شرح ابن میثم ج 3 ص 265. باختلاف.
    60. فأشار بیده أن اجلس بینی و بین عائشة. ورد فی خصائص الأئمة للرضی ص 67.
    61. ماذا تریدین من أمیر المؤمنین. ورد فی المصدر السابق.
    62. الإسراء، 58.
    63. الذاریات، 55.
    64. ورد فی كتاب الفتوح ج 2 ص 488. و خصائص الأئمة ص 67. و أمالی الطوسی ص 64. و الملاحم و الفتن ص 85. و كنز العمال ج 14 ص 598، و ج 16 ص 195 و 196. و مختصر البصائر ص 203. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 416 و 423. و شرح الخطبة التطنجیة. و نور الأبصار ص 188. و نهج السعادة للمحمودی ج 1 ص 402. و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 346. باختلاف بین المصادر.